حذّرت مؤسسات التبغ الوطنية في لبنان وسوريا ومصر وتونس، على اثر اجتماعها اليوم الخميس في لبنان، من أن "استبعاد قطاع التبغ من اتفاقيات التجارة والاستثمار الدولية" سيؤدي إلى "تداعيات سلبية"، ونبّهت إلى أن "فرض المزيد من القيود على التجارة القانونية المشروعة لمنتجات التبغ" سيشجع "التجارة غير المشروعة لتلك المنتجات"، مما يتسبب بـ"إنخفاضٍ كبير في الرسوم الجمركية وعائدات الضرائب".
واستضافت ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) بمقرّها في الحدث اليوم الخميس، الاجتماع الاول لمؤسسات التبغ الوطنية في كلٍ من لبنان وسوريا ومصر وتونس، وضمّ المديرين العامّين لمؤسسات التبغ الوطنية في الدول الاربع . وأوضحت "الريجي" أن الاجتماع عقد وانطلاقاً من الجوامع المشتركة بين هذه البلدان، وادراكاً منها لخطورة التهديدات التي تحدق بهذا القطاع المدعوم من الدولة"، مشيرة إلى أن الهدف من اجتماع المؤسسات الأربع "مناقشة مصالحها المشتركة واخذ موقف موحّد حول مستقبل هذا القطاع".
ورأى سقلاوي أن "همٌّاً واحداً وقضية مشتركة" تجمع مؤسسات التبغ الوطنية في الدول المشاركة في الإجتماع، "هي حماية قطاع التبغ وتحصينه ضد ما يتهدده من تحديات". وأضاف: "خلال الأشهر التي مضت منذ اللقاء الأخير لهذه المؤسسات في بيروت، حركة لم تهدأ وورشة عمل تواصلت على جبهات عدة، فبعد إعلان بيروت 2 وما تبنّيناه معاً من مقرّرات، بادرنا إلى التواصل مع مختلف الجهات الحكومية كوزارات المال والاقتصاد والخارجية والزراعة والمديرية العامة للجمارك... وكثفنا التنسيق مع الجهات المعنيّة، وعملنا على زيادة مستوى الوعي حول المخاطر التي تنطوي عليها بعض القوانين التبغية الدولية وما يُدسّ بين سطورها من أفخاخ كفيلة بتقويض قطاع التبغ والاقتصاد معاً ونقلنا للمعنيّين حرصنا على اختيار مندوبين مطّلعين لتمثيل بلدنا في الخارج للتصويت على القوانين الدولية المتعلقة بالتبغ".
وتابع: "نتحضر اليوم لاستضافة مؤتمر لمكافحة التجارة غير المشروعة ويسرّنا أن تلبوا الدعوة إليه في الثامن والعشرين من الجاري في بيروت، ونأمل أن تزيد هذه المبادرة نسبة الوعي عند الرأي العام وتخفّض نسبة التهريب الذي يتسبب بهدر مالي يَحرُمْ الدولة عائداتٍ ضريبية تُقدَّرُ بملايين الدولارات سنوياً".
وقال سقلاوي إنّ "المؤتمر يترافق هذا العام أيضاً مع مقرّرات دوليّة تهدّد القطاع واقتصادات بلداننا، من حيث إقصاء منظمة التجارة عن بتّ مشروعية تجارة التبغ، الا أنّ الموضوع الأهم، وما يتم التباحث فيه في مؤتمر الأطراف الثامن cop8 هو تناول خطورة زراعة التبغ على البيئة ومقاربة الموضوع على أنه تهديد مناخي، أمر مضخم وغير علمي ويطرح قطاع التبغ على أنّه تهديد للكوكب، وهو الطرح الأشد خطورة مما سبق من مقرّرات، إذ يطال اليد العاملة المنخرطة في قطاع التبغ ويمسّ حتى بسيادة دولنا كون كل ما يمسّ بالمناخ يُعتَبَرُ إلزامياً ويُفرَضُ بالقوّة على البلدان".
وتابع: "نحن أشد الحريصين على صحة مزارعينا ومواطنينا، ولكن كيف يغيب عن ذهن مؤتمر الأطراف المصير الذي ينتظر المزارعين الذين سيتوقّفون عن العمل في قطاع التبغ؟"، سائلاً: "هل البدائل حاضرة في بلداننا، وهل يمكن السماح بأن تُفرض علينا بنود عشوائية تضرب عرض الحائط بذاتية كل دولة وخصوصيتها وصلاحياتها؟"
وأضاف: "إنّ المخاطر كثيرة والأضرار أكثر إنْ لم نتحرّك الآن، كلٌّ من مكانه، من دولته، من موقعه، من مسؤوليته"، مشيراً إلى أنّ الفرصة متاحة اليوم، وفي الأمس أُتيحت من بيروت، واليوم من مصر، وغداً من تونس أو ربما من سوريا؛ ولكن ما هو أهم من التحرّك، هو التحرّك معاً في الاتجاه نفسه، برؤية واضحة، وبخطة مشتركة".
هارون
أما رئيس الشركة الشرقية للدخان محمد عثمان هارون فقال إن الشركة "إحدى ركائز الاقتصاد المصري، حيث ضخت للخزينة العام المنصرم 43 مليار جنيه مصري، وهى ثانى دخل بعد قناة السويس". وإذ لاحظ أن صناعة التبغ "تتعرض لهجمة شرسة"، شدد على ضرورة "حماية هذه الصناعة من التحديات التي تواجهها، ومراعاة دور الشركات فى دعم الاقتصاد الوطنى لكل دولة".
إعلان القاهرة
وأكّد
إعلان القاهرة الصادر عن الإجتماع "ضرورة دعم صناعات التبغ الوطنية والمحافظة عليها بما يخدم اقتصاديات البلدان المشاركة وخصوصاً في ظل الشرعيّة الكاملة التي تحظى بها هذه الصناعة والمستمدّة من القوانين والتشريعات التي تنظّمها الدساتير المعمول بها في البلدان المجتمعة".
وأكّد المجتمعون "أهمية التنسيق الكامل والمستمر بين الدول المشاركة للوقوف والتصدّي لتلك المخاطر بما يحفظ هذه الصناعة".
وشدد المجتمعون على أنّ "منظّمة التجارة العالميّة هي المرجع الدولي الوحيد لمناقشة مشروعيّة تجارة التبغ وآثارها"، داعين إلى "عدم سحب هذا الاختصاص من هذه المنظمة العالمية التي تحظى باحترام وتقدير الجهات المعنيّة كافة".