(نقلاً عن موقع النهار)
سنة مرّت على التحدّي الكبير الذي تجرّأت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية على خوضه لإعادة الثقة من خلالها إلى الإدارات العامة، وذلك إيمانًا منها بنهوض وطن وقيام دولة وازدهار اقتصاد. فبالثقة تعزّزت إرادتنا، وبالإرادة تحقّق نجاحنا، وبالنجاح قوي صمودنا.
هي قصّة نجاح وصمود تستحقّ أن تُروى اليوم وتُدوَّن في السجلات بعد أن كسبنا الرهان وأصبحنا مؤسسة رائدة في القطاع العام. لكن المسار الذي سلكناه لنُصبح ما نحن عليه اليوم لم يكن سهلًا. وفي النهاية استطعنا بكل فخر أن نتحوّل من مؤسسة عامة تعتمد على سندات الخزينة لتدفع أجور موظفيها إلى ركيزة أساسية لخزينة الدولة والاقتصاد الوطني.
الحق يُقال، إن تحقيق النجاح ليس بصعوبة الحفاظ عليه. أما الصعوبات التي واجهناها طوال 25 سنة فهي التي تدفعنا اليوم إلى التشبّث بما حققناه، فضلًا عن شعورنا بالمسؤولية تجاه أجيال المستقبل. لذلك تبنّينا استراتيجية بارعة تقوم على التخطيط الدقيق بعيد الأمد وتساعدنا على التمسّك بثقافة العمل وروح التعاون، والأهم من ذلك أنها تساعدنا على إدراك المخاطر لمكافحة أي نوع من الفساد.
وهذا ما جعلنا في التسعينات نعمل على تحرير ملكية الأراضي الزراعية اللبنانية من سجن الإقطاع والوصايات السياسية، ونُوزّع الرخص الزراعية والأذونات على 000 25 عائلة لبنانية، بعد أن كانت محصورة بنسبة 4% من المزارعين وكانوا حينها يستحوذون على نسبة 96% من المساحات المرخصة. ثمّ عملنا على تقليص مراحل شراء المحاصيل، وجعلنا تسديد ثمنها عبر حسابات مصرفية حدّدت من الهدر العام ومن الوقوع في الخطأ.
أما على المستوى التجاري فقد اعتملريجي أن تواصل انجازاتها في عكار لكي يبقى مزارع التنباك يشعر بالامان الذي خطف منه بزراعات أخرى".