بدأت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) بتوسيع مصنعها وتجديده منذ عام 2012 بحيث تكون منتجاتها مطابقة للقوانين اللبنانية ذات الصلة بالتدخين.
وفي عام 2014، قررت "الريجي" توسيع خطوط إنتاجها وإدخال منتجات جديدة في فئة السجائر 83 ملم، فتم تركيب خط إنتاج أول وإطلاق صنفي "سيدرز بلس" و"سيلفر" في السوق المحلية. وشكّلت هذه الخطوة نقطة تحول في إنتاج
"الريجي"، إذ حقق هذا الصنفان نجاحاً كبيراً، ووصلت قيمة مبيعاتهما إلى مستويات عالية جداً، مما فَرَضَ زيادة جديدة في خطوط الإنتاج واستلزم تالياً شراء آلات جديدة لهذا الغرض، حتى وصل عدد هذه الخطوط الى خمسة، وتم أخيراً طلب
تركيب اثنين إضافيين. وتعمل "الريجي" على إقامة فبركة جديدة تتيح لها استيعاب رفع عدد خطوط الإنتاج إلى عشرة.
لكنّ التطوّر لم يكن كمّياً فحسب، بل نوعياً أيضاً، وذلك بفضل اعتماد "الريجي" إجراءات تصنيع مطابقة لمعايير الجودة 9001-2015. وكان لهذه الخطوة تأثير إيجابي كبير، إذ ساهمت في نشر ثقافة الجودة في الفبركة، بكل وظائفها وعلى
مستوياتها كافة.
دنا سياسة الشراكة المربحة مع أكبر الشركات التبغية في العالم، نجحنا من خلالها في السيطرة على عمليات التهريب لنرفع بالتالي مدخول خزينة الدولة من مبيعات السجائر. وتزامن ذلك مع إصلاح إداري حققناه بدءًا من بناء هيكلية إدارية حديثة قلّصت عدد الأجراء من 4500 أجير إلى أقل من 1000 أجير استُخدموا جميعًا وفق مهاراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم، تطوّر لاحقًا بفعل تمكين مواردنا البشرية وتطويرها كلما تطلبت أعمالنا ذلك.
إن الثقة التي بنتها الريجي على الصعيد المحلي سرعان ما توسّعت إلى خارج حدود الوطن. فاكتسبنا ثقة العالم بدليل نيلنا شهادة الجودة العليا ISO9001 سنة 2015 وحفاظنا عليها لغاية اليوم. كما أننا برزنا في حقول التصنيع لنصبح اليوم أهم مركز لتصنيع التبوغ في الشرق الأوسط. وقد افتتحنا مؤخرًا مصانع حديثة لفرز التبوغ في الغازية وبكفيا نلبي فيها الاحتياجات المحلية والعالمية. كما أصبحنا نُنتج 9 أصناف محلية و12 صنفاً عالمياً بفضل 4 مصانع مستحدثة في الحدث.
كل ذلك لم يكن سهلًا تحقيقه في ظل التقلبات السياسية وصراع الإرادات والأوضاع الأمنية الدقيقة التي مرت بها البلاد ولم تزل. فكم من مرة استنزفنا طاقاتنا للحد من التعرّض إلينا أو لمقاومة الشكوك التي روادتنا مرارًا، في فكرة قيام مرفق عام ناجح. إلا أن ثقتنا بمواردنا البشرية، بأرضنا، بشركائنا، بحلفائنا جعلتنا نختار التحدي بدلًا من الاستسلام والخضوع للواقع المرير، فرفضنا قطعًا، وتحت أي ظرف، التورط في قتل أمل نهوض وطن وقيام دولة وازدهار اقتصاد.
في الأمس اخترنا النجاح بجدارة فعملنا وثابرنا ونجحنا. أما اليوم فيسرّنا أن نكون أول إدارة عامة تتفرّغ لدعم نواقص المجتمع عبر مبادرات التنمية المستدامة. وها نحن نُجدّد ثقتنا بدولتنا وبقدرتها على دعمنا مرة ثانية وثالثة إيمانًا بنجاحنا، ونتمنّى لباقي المؤسسات العامة أولًا والخاصة ثانيًا أن تحذو حذونا، فتكون هي أيضًا فخرًا للبنان ولأبنائه. بالتوفيق!