يستخدم حوالى 61.674.000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي في حقول النفط المعاد تدويرها في ري حوالي 90.000 فدان من المحاصيل في وادي ولاية كاليفورنيا الأوسط، وهي واحدة من المناطق الزراعية الأكثر إنتاجية في العالم.
ولكن هل هذه المياه المنتجة آمنة للاستخدام على المحاصيل الغذائية؟ هذا ما تسعى إحدى اللجان المشكلة حديثًا للإجابة عنه.
يقول العضو في مجلس المياه في الوادي الأوسط كلاي روجرز، والمشرف على فريق مشروع سلامة الأغذية / المياه المنتجة من حقول النفط : "ويبدو أن ثمة فجوة في البيانات هنا، لا يوجد الكثير من الأبحاث التي تعالج إمكانية استخدام المياه المنتجة لري المحاصيل وهذا ما دفعنا إلى دعوة خبراء في سلامة الأغذية".
في حين يبحث المزارعون في كاليفورنيا المصابة بالجفاف عن مصادر بديلة لري محاصيلهم، باتت الصناعة الجديدة التي تكلف 54 مليار دولار والتي تعالج مياه الصرف الصحي في حقول النفط مصدرًا جذابًا للمزارعين. في عام 2013، تم إنتاج حوالي 150 مليون برميل من النفط في هذه الولاية، ذلك إلى جانب ما يقرب من 2 مليار برميل من الماء.
في حين يتم إعادة تدوير الجزء الأكبر من هذه المياه (878 مليون برميل) لاستخدامها في حقول النفط، ويُعاد تدوير جزء من المياه المنتجة لاستخدامه في ري المحاصيل ذات الاستهلاك البشري.
يؤمن ما لا يقل عن خمسة حقول نفط في الولاية المياه المعاد تدويرها لري المحاصيل بما في ذلك اللوز والعنب والفستق والحمضيات.
شركتا شيفرون وكاليفورنيا أوفشوت أوف أوكسيدنتال بتروليوم، المسماة كاليفورنيا ريسورسز كوربورايشن، هما شركتا النفط الرئيسيتان في مجال توريد مياه الصرف الصحي للمزارعين.
ثمة رغبة الآن في زيادة استخدام المياه المنتجة لأغراض الري - وأيضًا زيادة القلق إزاء مياه الصرف الصحي في حقول النفط، وعما إذا كانت تحتوي على المواد الكيميائية وغيرها من المواد الضارة.
وإذا ما افتراضنا انها آمنة فإن المياه المعاد تدويرها تشكّل نعمة للزراعة.
"بالنسبة إلى الوادي الأوسط، ما نحن بحاجة إلى التمعن فيه هو كيف يمكننا تنويع إمدادات المياه لدينا، وهذا يعني في كثير من الأحيان النظر إلى الماء المحلية عن كثب وإعادة تدويرها في جميع أشكالها.
يقول العضو في مجلس آلموند في ولاية كاليفورنيا الدكتور غابرييل لودفيغ أمام Environmental Leader انفايرومانتل ليدر، وهو الذي يترأس لجنة سلامة الغذاء الجديدة: "المياه في حقول النفط هي مجرد مصدر واحد فقط محتمل للحصول على الماء المستخدم لأغراض الري".
يقول لودفيج إن ثمة نوعان من المخاوف مع استخدام مصادر بديلة للمياه لأغراض الري. "الأول، من وجهة نظر السلامة، وهو التأكد من عدم وجود أية مواد ضارة يمكن أن تؤثر على إمدادات الغذاء، وتلك هي القضية التي أثارت جدلاً من حيث استخدام المياه المعاد تدويرها في المناطق الحضرية.
القلق الآخر هو المصنع نفسه. ثمة فقط بعض المركبات المحدودة التي يمكن أن يعالجها المعمل، وبالتالي يتوجب دراسة هذه الأمثلة".
في شهر كانون الأول، نشر معهد المحيط الهادئ، وهي منظمة غير ربحية تعنى بدراسة قضايا المياه، دراسة بعنوان: النفط، والغذاء، والمياه: التحديات والفرص أمام القطاع الزراعي في ولاية كاليفورنيا، التي، من بين أمور أخرى، تمعنت في إعادة استخدام مياه الحقول النفطية لري المحاصيل.
تقول الدراسة "ثمة فرصة لتوسيع إعادة تدوير مياه الصرف في حقول النفط لتصبح صالحة "للاستخدامات النافعة،" مثل ري المحاصيل أو سقي الماشية، ومع ذلك، فإن إدراكنا للآثار الصحية وسلامة الأغذية الناجمة عن هذه الممارسة لا يزال محدودًا ...
يجب على العلماء إجراء دراسة تسمح بتحديد ما هو مستوى المواد الكيميائية، إن وجدت، الموجودة في مياه حقول النفط الآمن للاستخدام في المزارع وللحيوانات والمستهلكين. يجب أن تُجري هذه الدراسة لجنة علوم مستقلة، إذ أنها تساعد على الحد من الشكوك حول سلامة هذه الممارسة ".
انعقد اللقاء الأول لمجلس سلامة الأغذية / المياه المنتجة من حقول النفط التابع لمجلس المياه في الوادي الأوسط الأسبوع الماضي. يتضمن أعضاء الفريق خبراء من وزارة كاليفورنيا للأغذية والزراعة، وزارة كاليفورنيا للأسماك والحياة البرية، قسم الصحة العامة في كاليفورنيا ومختبر لورانس بيركلي الوطني.
في خلال الإجتماع قدم الباحث في معهد المحيط الهادئ ماثيو هيبيرجر دراسة لا تهدف للربح.
وقد أخبر هيبيرجر Environmental Leader انفايرومانتل ليدر بالقول "نحن قلقون على صحة وسلامة الناس الذين يعيشون ويعملون بالقرب من مناطق إنتاج النفط والغاز، وبشكل خاص بشأن عمّال المزارع. يمكن أن تحتوي مياه الصرف الصحي على حقلٍ من المواد الكيميائية المتطايرة مثل البنزين والتولوين التي لا يخفى عنّا تأثيراتها الصحية، ولقد عبّر سكان الوادي الأوسط ممن تحدثنا إليهم عن ذلك القلق.
"لا شكّ بأننا أيضًا نشعر بالقلق إزاء سلامة امدادات الغذاء لدينا. نحتاج إلى التمعن في المشاريع التي يتم فيها معالجة مياه الصرف الصحي في حقول النفط وإرسالها لري المحاصيل من أجل التأكد من سلامة هذه الممارسة. مصدر القلق الأكبر بالنسبة لي هو التلوث الناجم عن التسرب أو الرشح أو التخلص غير الآمن من نفايات حقول النفط التي يمكن أن تلوث التربة والموارد المائية المستخدمة في الزراعة".
وتهدف اللجنة إلى الخروج بورقة رسمية، أو سلسلة من الأوراق الرسمية التي تتناول سلامة استخدام المياه المعاد تدويرها في حقول النفط لري المحاصيل. ويقول روجرز أنه يأمل أن تصبح إحدى هذه الأوراق جاهزة مع نهاية الصيف ولكن يستدرك بالقول: "من الواضح أن هذه المسألة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلينا، ونحن حريصون على اتمام الأمر بأسرع ما يمكن ولكننا نريد أيضًا أن نتأكد من القيام بكل ما يلزم، وإذا ما استوجبت النتائج المضمونة الوقت الأطول فلن نتوانى عن استغراق هذا الوقت".