هل أن المسيرة الثابتة نحو الأمام التي تقودها التكنولوجيا قد طغت أخيرًا على المزارعين؟ هل أن استخدام جرارًا حديثًا يتمتع بجميع الميزات التقنية العالية يثير الرهبة بعض الشيء؟ وهل أصبحت التكنولوجيا الزراعية عمومًا كاسحة؟
هذا بالتأكيد ما يمكن أن يكون عليه الحال، يقول سام فيوريلو، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دونالد دانفورث لعلوم النبات ورئيس الأبحاث البيولوجية ومركز تطوير النمو في سانت لويس.
ويضيف: "الأمر الوحيد الذي يتوجب علينا أن نفعله بشكل أفضل هو باستخدام التكنولوجيا – لا تنفك المعلومات الحديثة تنهال على المزارعين وهي ليست سهلة الاستعمال، نحن متقدمون من حيث قدرتنا على جمع البيانات، ولكنا متأخرون من حيث فهم كيفية استخدام هذه البيانات لاتخاذ القرارات الأفضل."
"منذ خمسة عشر عامًا، كان المزارع أو المزارعة يفاخران بأنهما قادران على إصلاح أي شيء بواسطة موقد اللحام وبعض الأسلاك،" يقول فيوريلو.
ولكن الحال لم يعد كسابق عهده.
يضيف: "لم يعد بإمكانك أن تنجز كل شيء بنفسك بعد الآن، ولكن ثمة مجال أمام الصناعة لتنمو."
أما في الجانب المشرق من الوضع، يرى فيوريلو أن ثمة موجة جديدة من التكنولوجيا تلوح في الأفق وهي تعد بتبسيط كيفية نقل المعلومات ومعالجتها. فوفق ما يقول فإن تكنولوجيا المستهلك هي التي باتت ترسي معاييرها. على سبيل المثال، يتحدث عن رحلته الأخيرة إلى نيو مدريد، ميزوري، ويقول بأنه سُعِد أن يرى المزارعين يتشاركون المعلومات الميدانية في أثناء العشاء المحلي عبر لوحاتهم الإلكترونية. وهذا مجرد مثال واحد عن كيف أن التكنولوجيا شيئًا فشيئًا تصبح أكثر سهولة للاستخدام.
ويختم "سوف تستمر هذه المسيرة بدربها الطويل، وعملها الدؤوب وستظل غنية بالتحسينات التدريجية، ثمة الآلاف من الخطوات الصغيرة نحو الأمام بدلاً من خطوة واحدة كبيرة".
يدعم مركز دانفورث عشرين فريقًا علميًا يوظف ما يقرب من 170 من العلماء العاملين في المجالات البحثية المختلفة التي تشمل الطاقة الحيوية وتطوير المحاصيل. ويوفر المختبرات والمكاتب والفرص الحاضنة لتشجيع ودعم رجال الأعمال في مجال تكتولوجيا الزراعة والتكنولوجيات التقدمية.