رعى تسليم منح مالية من "الريجي" إلى بلديات قرى التبغ لتنفيذ مشاريع تنموية
خليل: كل الإجراءات في الموضوع المالي ستكون ضعيفة
ما لم يتم تفعيل الحياة السياسيّة بإطلاق عجلة عمل المؤسّسات
يجب استكمال الإنتخابات البلدية بإجراء الإنتخابات النيابية
في مواعيدها ووفق قانون جديد قائم على النسبية
ملتزمون تحويل مستحقات البلديات من الهاتف الخليوي
بشكل دوري وتباعاً اعتباراً من الشهر المقبل
رعى وزير المال علي حسن خليل اليوم الثلثاء تسليم ادارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) منحاً مالية إلى عدد من بلديات قرى زراعة التبغ في الشمال والجنوب والبقاع، بهدف تنفيذ مشاريع تنموية فيها، واعتبر أن "التحدي الكبير" المتمثل في الموضوع المالي "يتطلّب تكاتف كل القوى بعضها مع بعض"، مشدداً على أن "كل الإجراءات ستكون ضعيفة" ما لم يتم "تفعيل الحياة السياسيّة عبر إطلاق عجلة عمل المؤسّسات" الدستورية. ودعا إلى استكمال تجربة الإنتخابات البلدية بإجراء الإنتخابات النيابية "في مواعيدها وفق قانون جديد" قائم على النسبية، مؤكداً التزام وزارة المال تحويل مستحقات البلديات من الهاتف الخليوي بشكل دوري اعتباراً من الشهر المقبل بعد توقف بسبب الإنتخابات البلدية.
خليل
وجدّد خليل خلال الإحتفال الإشادة بـ"الأداء المتميّز والناجح لإدارة الريجي في مقاربتها، ليس فقط في ما يتعلّق بالتبغ وإنتاجه وزراعته، إنما بالمواءمة الدائمة مع مشاريع التنمية ائيلي. ولطالما كان أولى هموم "الريجي" أن نكون مؤسسة مسؤولة مجتمعيا، تلعب دورا تنمويا مستداما. ففي العام 1993 طرح وأثار الرئيس نبيه بري خطورة العمالة اللبنانية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتوجه المئات من الطلاب للتعلم بالمدارس في فلسطين المحتلة، يومها كان الخيار أن يعيش سكان المنطقة الحدودية بكرامة في وطنهم، يومها حملنا المقترح الى الرئيس نبيه بري والشهيد الرئيس الحريري، أن الخيار المتاح امام الدولة لكي تستعيد وجودها في الشريط الحدودي، هو ايجاد سبل للعيش ومقومات الصمود. وأعددنا برنامج أذونات بالرخص لزراعة التبغ، ومن هذا الخيار كفلنا العمل لستة آلاف عائلة من مزارعي التبغ وأطلقنا على شتلة التبغ شتلة صمود الأهالي والمقاومة، وهي التي ساهمت بصمود الناس".
وتابع: "في العام 2015 تم إطلاق مشروع التنمية المستدامة بالريجي، وهي الإدارة الوحيدة فيها مصلحة التنمية المستدامة وإدارة الجودة. وعمل الفريق الخاص بالريجي على توزيع آلاف الاستمارات والاستبيانات التي أكدت وجوب العمل على التوعية لحماية الاطفال وايقاف عمالتهم، وقد تشكل هذا الأمر من أجل مستقبل واعد".
وأكمل: "مشاركتكم اليوم في هذا الاعلان يؤكد أن هدفنا مشترك ونابع من مسؤولية وايمان، بأن دعم القطاع التربوي من أجل تحقيق الغايات الوطنية المنشودة ضرورة وواجب، لأن المقاومة الثقافية هي الأشرس، والثقافة هي العلم والتربية التي تؤسس وتبدأ من المدرسة. ولأن سياسة التنمية المستدامة التي وضعناها هي ممارسة وفعل وليس مجرد كلام، وكما دعمنا في السابق بإنشاء مكتبات وقدمنا المنح المدرسية لأبناء المزارعين ومنح للطلاب الاوائل. نحن اليوم سنقدم الدعم لبرنامج سياسة حماية الطفل".
وأكد أن "هذا البرنامج الذي أطلقته مؤسسات "أمل" التربوية ستتبناه الريجي ليعمل على توعية مبكرة عن عمالة الطفل وتعنيفه وكيفية حماية الأطفال من هذه الممارسات"، وأن التربية السليمة هدفها تقدم ورقي مجتمعاتنا وخلق جيل واع ومنفتح ومثقف ومتعلم قادر أن يحمل مسؤولية هذا النهج، ويكون من القادة المؤثرين بالمستقبل".
وشكر مؤسسات "أمل" التربوية وثانوية الشهيد محمد سعد ورئيس "جمعية الرؤية الوطنية على هذه "المبادرات الهادفة والبناءة، لأننا كلنا أمل فيكم أنتم أبناء الارض، وأنتم تحافظون عليها بعلمكم ومعرفتكم، كما حافظ عليها الشهداء من قبلكم".
ترحيني
وألقى نائب رئيس "جمعية الرؤية الوطنية" الدكتور أنور ترحيني كلمة الجمعية فقال: "أطل حكيم هذا الزمان، الإمام المغيب السيد موسى الصدر، نادى التاريخ باسمائه فتغير شكل الصباح. معه حضر كل المدى، وأزهر حتى الصدى وكانت بدايه البعث والنهوض، ومن بين يديه تخرجت الجمعية متألقة حاضرة على شرفات العلم والمعرفة، حاملة هم الأطفال، صانعي الغد والمستقبل".
وأضاف: "إن حماية الطفل تشمل الإجراءات والتوجيهات والمعايير الهادفة إلى وقاية الأطفال من الأذى المتعمد والأذى غير المتعمد. واجب الجمعيات والمؤسسات والمدارس والعاملين فيها حماية الأطفال الذين هم في عهدتهم وتحت رعايتهم من المشاكل الآتية العنف الجسدي،العنف النفسي أو المعنوي أو العاطفي، الإهمال أو التهميش والإستغلال. نحن إذ نطلق اليوم سياسة حماية الأطفال وهي سياسة تكاملية بين الحكومة والمؤسسات ومقدمي الخدمات، وعلى هؤلاء المقدمين يقع العاتق الأكبر، إذ ينبغي عليهم تقييم النتائج الإيجابية أو السلبية بغية البناء عليها في تعديل السياسات تجاه الأطفال، بشرط المحافظة على حقوق الأطفال في التمتع بالأمان والتطور المستمر".
وأشار إلى أن "أول ما يجب أن نسعى إليه هو تأمين الحقوق الأساسية للطفل في الحياة والبقاء وتأمين مصالحه الفضلى، من خلال عدم التمييز والمشاركة وتأمين سلامة الأطفال البدنية والعاطفية. وذلك يتم من خلال مجموعة من العوامل، وهي :إشراك الطفل في عملية صنع القرار، تعزيز مصلحة الطفل الفضلى، معاملة كل طفل بعدل ومساواة واتباع سياسة خاصة مع الأطفال ذوي الإعاقة".
العبد
وألقى العبد كلمة الثانوية، فقال: "الطفولة هي العيش لحظة بلحظة دون التفكير بالغد وبعناء المستقبل، الطفولة هي أحاسيس صادقة وقلوب بيضاء، هي زهرة بيضاء ناصعة تفوح منها رائحة البراءة الجميلة. الطفولة هي أمل الحاضر وحلم الغد المشرق، هي ذكريات يطوف طيفها بمخيلتنا تترك إنطباعات لا تمحى على مر السنين. إن صغار اليوم هم كبار الغد وأمل المستقبل وعليهم يتوقف بناء المجتمع المنشود، وبإدراكنا لذلك نعلم ان مسؤوليتنا تجاه الطفولة مسؤولية كبيرة، والواجبات نحو الاطفال هي في أعناقنا أمانة ثقيلة، ولذلك فإنه بقدر ما نبذل من جهود في رعايتهم وتربيتهم والعناية بهم، بقدر ما يكون المجتمع ذي مكانة ورفعة. وإن ما يدمي له القلب، ما تتعرض له الطفولة من جرائم وحشية، تعددت أشكالها وتراكمت آثارها مما تخلفه على الطفولة من آثار نفسية شديدة، وجراح عميقة كبيرة".
وأكد أن "الهدف من اطلاق سياسة حماية الطفل هو توفير بيئة آمنة للتلامذة وحمايتهم من اشكال الاساءة كافة والتي تهدف إلى تحديد حقوق وواجبات اطراف العملية التعليمية، ما يسهم في خلق بيئة تربوية وتعليمية آمنه تسهم في تنمية مسارات الإبداع والإبتكار لدى التلامذة وتعميق روح الإنتماء والإحترام المتبادل بين كل من المدرس والتلميذ وأولياء الامور وكل الشركاء".
بهاني
ثم ألقى بهاني كلمة أرض البشر، فقال: "إن حماية الطفل أكبر من مجرد مهمة علينا إتمامها او عبء علينا تحمله، بل هي رسالة ملؤها التضحية والعطاء، جميعنا شركاء في تحقيقها. نحن نعمل على حماية الاطفال في اي مكان، نعمل في اربع وثلاثين دولة حول العالم حيث يكون هناك أطفال في حاجة إلى حماية ومساعدة نستجيب لحاجات حماية الاطفال الملحة الناتجة عن حالات الطوارىء سواء في حالات الكوارث الطبيعية او النزاعات المسلحة او الحروب. بدأنا في لبنان منذ ثلاثين عام ولا نزال مستمرين في هذه المهمة. إن سياسة الحماية عبارة عن إعلان يظهر التزاما بصون الاطفال من الاذى، ورفع عدد الاشخاص القادرين على الحماية، وهي توفر بيئة آمنة وايجابية، وتؤمن اطارا من المبادىء والمعايير والتوجيهات التي تدعم حماية الطفل. نحن سعداء بمشاركة مؤسسة الرؤية الوطنية لتطوير سياسة حماية الطفل الخاصة بهم، كما نتمنى ان يكون هذا العمل بداية جادة لنشر ثقافة حماية الأطفال بالتعاون المستمر مع الجهات الفاعلة والمؤثرة في المحيط".
ختاما، قدم العبد درعين تقديريتين لسقلاوي وصفا، ثم قدم صفا درعا لسقلاوي. وجال الحضور على اللوحات التعبيرية عن الحماية وازيحت الستارة عن لوحة الاطلاق.