رعت عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندة عاصي بري المعرض الذي نظمته ادارة حصر التبغ والتنباك - الريجي، للصور المشاركة في مسابقة "منشر صور" للتصوير الفوتوغرافي التي كانت الريجي قد نظمتها في تشرين الثاني الفائت.
وحضر المعرض الذي اقيم في ثانوية حسن كامل الصباح في النبطية، النائبان هاني قبيسي وياسين جابر، ممثل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد علي قانصو، المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي، المسؤول التنظيمي ل"حركة امل"- اقليم الجنوب باسم لمع، عضو قيادة "الحزب التقدمي الاشتراكي" في الجنوب سرحان سرحان، المسؤول السياسي ل"حزب البعث العربي الاشتراكي" في الجنوب فضل الله قانصو، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله، رئيس نقابة مزارعي التبغ في الجنوب حسن فقيه، مدير ثانوية حسن كامل الصباح في النبطية عباس شميساني وفاعليات وحشد من المزارعين.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، تلاه عرض فيلم عن انشطة الريجي، ثم ألقت عريفة الحفل رنا كمال الدين كلمة رحبت فيها ب"صاحبة الحضور المميز والأيادي البيضاء والهمة التي لا تتعب السيدة رندى بري"، مشيرة الى أن "المعرض الذي نظمته الريجي بمناسبة عيدها ال80 وأطلقته خلال تشرين الثاني الفائت في مقرها في الحدت، يهدف إلى التعبير عن تعب 25 ألف مزارع يعيشون من شتلة التبغ، ويأتي ضمن استراتيجية الريجي للتنمية المستدامة". كما أعلنت أن "النسخة الثانية من هذه المسابقة ستبدأ في شهر تموز المقبل"، متمنية "مشاركة نسبة أكبر من المصورين وخصوصا من منطقة الجنوب".
سقلاوي
ثم تحدث سقلاوي، فقال: "عندما يلتقي عشاق التصوير وداعمو الفن، تكون الصورة أجمل واللقاء أحلى، وعندما يكون التي تختصر حكاية الإنسان مع أرضه وحقله ولقمة عيشه المرّة، أن نقفز فوق الصورة الحقيقية التي يمثلها هذا القطاع الإنتاجي الذي يقدم صورة مثالية في التكافل الإجتماعي والتضامن العائلي وفي الوحدة الوطنية، فهو قطاع عابر للطوائف والمذاهب و المناطق وكاسر لكل الإصطفافات السياسية، والعاملون فيه من مزارعين إلى إدارة حصر التبغ و التنباك إلى مستثمرين يعيشون في بوتقة وطنية واحدة من الجنوب إلى أقصى الشمال في عكار وصعوداً إلى البقاع والهرمل" .
وأضافت: "إن هذه الفعالية التي تقدمها إدارة الريجي اليوم تحت عنوان تمكين المرأة، بقدر ما تمثل خطوة نوعية ونموذجية في العمل المؤسسي الذي يحاكي إحتياجات إقتصاد الوطن وتقدم الإنسان، هي أيضاً خطوة تسقط من ذاكرة اللبنانيين ومن ذاكرة مزارعي التبغ صورة بشعة من تاريخ العلاقة التي سادت بين مزارعي التبغ و الريجي منذ مطلع عشرينات القرن الماضي وحتى أواخر الثمانينات".
وحيّت برّي "إدارة الريجي مديراً عاماً و أعضاء مجلس إدارة و موظفين، على عملهم الدؤوب في تطوير وتحديث هذا القطاع و تحويله من إدارة إحتكارية إلى مؤسسة ذات جدوى إقتصادية وعنواناً من عناوين التنمية البشرية المستدامة ونموذجاً يقتدى به للقطاعات المنتجة التي تمثل حاجة للوطن واقتصاده و ليس عبئاً ثقيلاً عليهما". وذكّرا بـ"الدور الطليعي والضامن لحماية هذه الزراعة وتطوير هذا القطاع الذي لعبه و لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لطالما أكد في أكثر من مناسبة بالقول إن زراعة التبغ مثلت ولا تزال تمثل زراعة الصمود بوجه الحرمان والإحتلال والعدوان وان التنمية الشاملة والمستدامة تتطلب من أي حكومة التعرف إلى مجالات الإستثمار الفضلى في زراعة التبغ وزيادة مساحة هذا القطاع بشرياً وجغرافيا"ً .
واشادت بـ"تجربة الريجي في التكافل والتضامن الإجتماعي والتطور الإقتصادي والنجاح في تصليب العلاقة بين الرجل والمرأة وتمكينهما على قدم المساواة في كل ما يصنع حياتهما في مختلف المجالات".
وإذ قالت إنها بدأت تلمس "صدق النوايا لدى السلطات المعنية حيال مقاربة قضايا تمكين المرأة مقاربة جدية"، دعت إلى "تعميم انموذج إطلاق البرامج التوعوية والإرشادية في المؤسسات العامة وفي الوزارات حول مفاهيم تمكين المرأة بكل ما تمثله كلمة تمكين من شمولية و أبعاد على غرار ما تقوم به إدارة الريجي".
وشدّدت كذلك على ضرورة "ترسيخ وتعزيزالاقتناع لدى كل صناع القرار في لبنان بأن لا مفرّ ولا مناص من الإقرار بضرورة الإلتزام بمبدأ الكوتا النسائية في أي قانون إنتخابي مقبل واعتبار هذا المبدأ بمثابة حجر الزاوية للمباشرة في تنفيذ آليات التمكين الحقيقي للمرأة" .
ولفتت "عناية الحكومة نحو أهمية إيلاء مشاريع التنمية الريفية وضرورة دعم أي برنامج متصل بهذا العنوان"، مشدّدة على ضرورة "دعم وتأمين كل المستلزمات لتطوير قطاع زراعة التبغ والتنباك في لبنان والذي يوفر ما يقارب 40 ألف فرصة عمل من عمال ومزارعين وموظفين ، أي ما يوازي إستفادة 300 ألف مواطن من هذا القطاع" .
ووصفت برّي في ختام كلمتها حكاية التبغ بأنها "حكاية المرأة والإنسان مع أرضهما وحقلهما، حكاية هذه الشتلة المرة التي هزمت آلة الموت و الدمار الإسرائيلية".
سقلاوي
أما سقلاوي، فاشار في كلمته إلى أن "الريجي" تضم أكثر من 350 امرأة. ولاحظ أن اسم السيدة برّي "اقترن لسنوات طويلة بدعم المرأة وتمكينها، وكانت اول من رفع الصوت عالياً لتغيير واقع المرأة اللبنانية، حاملةً الوجع النسائي، ومناديةً بحقوقها ومساواتها مع الرجل (...) مختزلةً المسافات بصفتها عقيلةً لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حوّل الشعارات الى قواعد ثابتةٍ وساعد في إقرار العديد من القوانين التي تحمي المرأة".
وشدّد سقلاوي على أن اهتمام "الريجي" بالمرأة "ليس شعاراً موسمياً" ينتهي بانتهاء شهر المرأة، "بل هو فعلٌ ملموسٌ، وترجمةٌ عمليةٌ، وايمانٌ راسخٌ بأن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمع والاقتصاد معاً". وأضاف: "كلنا معنيون بتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وثقافياً، وبدعمها للحصول على فرص عملٍ عادلة، وبإشراكها في صنع القرارات والسياسات، واقتناعنا تام بأن علينا العمل على مشاركةٍ فعليةٍ للمرأة في رسم مستقبل مجتمعاتنا، فكيف يمكن لمجتمعٍ تشكل فيه النساء نصف سكانه أن يتقدّم من دونهنّ؟".
وأشار إلى أنّ "الريجي"، ضمن "أهداف التنمية المستدامة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق المساواة، تخصص حيّزا كبيرًا للمرأة، إذ وضعت سياسةً لحقوق الانسان تراعي توزيع الفرص بين الجنسين". وإذ كشف أن "نسبة الموظفات في المؤسسة يناهز اليوم 40 في المئة يتميزن جميعهنّ بالمسؤولية والكفاءة والإمكانات العالية"، قال: "نسعى إلى تحقيق التوازن في هذه النسبة على المستويات الإدارية والقيادية كافة". وشرح أن "الريجي" تطبّق المادة 2 من قانون العمل التي تشير الى تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين من حيث التوظيف والتدريب والأجور، وأنها "رفعت عدد أيام إجازة الامومة الى 12 اسبوعاً متتاليًا،، ولم تنس الآباء فخصصتهم بإجازة ابوّة مدّتها ثلاثة أيام".
وذكّر بأن "الجمعية النسائية التابعة لنقابة عمال وموظفي إدارة الحصر تأسست منذ العام 2009، وهي تعمل على مساندة قضايا المرأة العاملة ونقل صوتها في جميع المحافل والمؤتمرات الدولية والمحلية". وأمل في "أن يكون هذا النموذج معدياً ويتعمم على مرافق الدولة والمؤسسات اللبنانية كافة".
واشار سقلاوي إلى أن هذا الإيمان كان منطلقاً لمبادرة "الريجي" إلى العمل على تمكين الفتيات من ابناء المزارعين في الجنوب والبقاع والشمال، ضمن خطتها للتنمية المستدامة.
وختم: "في الظاهر، هذا المشروع لتمكين المرأة طال ١٠٠ فتاة من بنات أهلنا مزارعي التبغ والتنباك في بعض القرى اللبنانية، اما في الواقعن فقد طال مئات العائلات من مجتمعنا حاضراً ومستقبلاً".
غرابي
وقالت المديرة التنفيذية لـ"سبرينغ بورد" كارين دالي غرابي التي حضرت خصيصاً من بريطانيا للمشاركة في احتفال التخرّج، إن نحو 18 ألف فتاة وامرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شاركت في برامج "سبرينغ بورد". واعتبرت أن "تمكين النساء والفتيات أساسي لتوسيع النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية الاجتماعيّة". وشدّدت على أنّ "تحقيق المساواة بين الجنسين أمر مهمّ لمختلف الحقول في مجتمع صحّي، بدءاً من تخفيض مستوى الفقر إلى تعزيز الصحّة والتربية" وسواها.
وهنأت "الريجي"على المبادرة إلى تنظيم البرنامج
,أبدت ارتياح "سبرينغ بورد" إلى التعاون مع "الريجي" ونهنىء إدارة حصر التبغ والتنباك على هذه المبادرة والفتيات المئة اللواتي أكملن البرنامج بنجاح".
وختمت قائلة: "إنّ تمكين المرأة والمساواة أمر حيوي لتحقيق مستقبل متوازن ومتناغم وناجح لنا ولأولادنا. إنّ ذلك من مسؤوليّة الجميع".
الدورات
تجدر الإشارة إلى أن الدورات اقيمت في بلدات دورس (البقاع) والحيصة (عكار) والقصيبة وعيترون وياطر (الجنوب)، وهدفت إلى تعزيز دور المرأة العاملة، من خلال تمكينها من كسب الثقة بالنفس وتقدير الذات والقدرة على إحداث تأثير وتقدّم من حولها على الصعيدين الشخصي والمهني، ووضع خطط العمل والموازنة بين الحياة المهنية والعملية.
وساهمت جمعية fiWi برئاسة اسكندر بستاني في بناء قدرات المشاركات في ما يتعلق بإدارة مواردهنّ المستقبلية واتخاذ القرارات الأنسب المتعلقة بوضعهنّ المالي.