ثقافة "أهل الدار" في إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) أكثر من مجرد نهج إداري؛ إنها فلسفة متجذرة في بيئة العمل داخل المؤسسة، تعكس روح العائلة والانتماء بين الموظفين. تؤمن الريجي بأن العاملين فيها ليسوا مجرد موظفين، بل هم جزء من كيان موحد يسعى لتحقيق النجاح المشترك، مما يخلق بيئة عمل قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.
روح العائلة والانتماء
لطالما شكّلت الريجي نموذجًا فريدًا في التكامل بين مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع التبغ. فمنذ تأسيسها، لم تقتصر مهمتها على تنظيم الإنتاج والتوزيع، بل كرّست شراكات استراتيجية مع جهات متعددة , وعالمية، ما جعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
يُعتبر المزارعون الشريك الأساسي، إذ تسعى الريجي لدعمهم عبر سياسات عادلة، وبرامج تنموية تعزز استدامة زراعة التبغ. إلى جانبهم، يأتي الموردون الذين يزوّدون المصانع بالمواد الأولية، وشركات التبغ التي تشكّل جزءًا أساسيًا من عمليات التصنيع والتصدير.
بيئة عمل قائمة على التعاون
أما في السوق، فتُعد تجار الجملة حلقة وصل حيوية بين الإنتاج والمستهلك، في حين يشكّل الموظفون أساس نجاح المؤسسة بفضل جهودهم المتواصلة. وتتكامل هذه المنظومة مع دعم المصارف التي تؤمّن التمويل اللازم، والوزارات والبلديات التي تواكب عمل الريجي من خلال التشريعات والبنى التحتية.
كما تحرص الريجي على التواصل مع وسائل الإعلام لنقل رؤيتها وإنجازاتها، وتعمل بتناغم مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية لضمان الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية. وبالطبع، يبقى المستهلكون الركيزة الأهم، حيث تهدف الريجي إلى تلبية احتياجاتهم ضمن إطار مسؤول ومستدام.
الاستقرار الوظيفي والدعم الاجتماعي
توفر الريجي استقرارًا وظيفيًا قةيا، مما يعزز ولاء الموظفين للمؤسسة. وتقدم الادارة دعماً اجتماعياً يشمل رواتب عادلة، حوافز تناسب الأداء، ضمانات صحية، وتعويضات تقاعدية، مما يجعل الموظفين يشعرون بالأمان المهني.
انعكاس ثقافة "أهل الدار" على نجاح الريجي
ساهمت هذه الثقافة في بناء فريق عمل متماسك ومتعاون، مما عزز نجاح الريجي رغم التحديات الاقتصادية والسياسية في لبنان. إن هذا النهج الفريد في التعامل مع الموظفين جعل من الريجي نموذجًا لمؤسسة تحقق التوازن بين الأداء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، مما يدعم دورها المحوري في الاقتصاد الوطني. فمن خلال هذا التكامل، تؤكد الريجي أن "شركاء النجاح هم أهل الدار"، فنجاحها ليس فرديًا، بل ثمرة تعاون وثيق مع جميع هذه الجهات التي تساهم في رسم ملامح قطاع التبغ في لبنان.
